أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

أخر الاخبار

كن حذرا من مبطلات الأعمال التي قد تهدم ما بنيت طول حياتك

إحباط وإبطال الأعمال


إن المؤمن يحرص دائما على فعل الطاعات ليفوز بمحبة الله وليظفر بالرضوان والرحمات وليقترب من نعيم الجنات ويفوز بالنظر لوجه رب الأرض والسماوات .ولكنه قد يقع في شيء يحبط عمله فيلقى الله ولا حسنة له . وهو في أشد الحاجة إلى حسنة واحدة عسى لله أن يرحمه و أن يدخله الجنة.

ومن أجل ذلك يجب أن نلقي الضوء على بعض الأشياء التي تحبط الأعمال عسى لله أن يجنبنا الوقوع فيها . إنه ولي ذلك والقادر عليه .

وسيتم ذلك عبر أجزاء حسب الفهرسة أسفله :

·         الردة بعد الإسلام

·         الشرك بالله جلا وعلا

·         الكفر بآيات الله وقتل الأنبياء والدعاة

·         الكفر بالقرآن والبعث ويوم القيامة

·          الصد عن سبيل الله

·         رفع الصد عن سبيل لله

·         رفع الصوت فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم

·         النفاق وإيثار الحياة الدنيا

·         كراهية ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم

·         اتباع ما يسخط الله ومولاة أعداء الله

·         من ترك صلاة العصر متعمدا

·         انتهاك حرمات الله

·         التآلي على الله

·         المن والأذى

·         عقوق الوالدين

·         تعلم السحر وإتيان السحرة

·         الرياء

·         عدم الأيمان بالقدر

·         ظلم لناس

·         الذين يقولون ما لا يفعلون

·         أكل لحرام

·         من تولى قوما بغير إذن مواليهم

·         من أراد المدينة بسوء ومن ادعى إلى غير أبيه ،العبد الآبق ،المرأة التي تنام وزوجها عليها ساخط ،رجل يؤم الناس وهم له كارهون

·         شرب الخمر

·         الإبتداع في دين الله

·         خروج المرأة متعطرة يطل صلاتها

·         ترك الصلاة 

قال ابن منظور في لسان العرب : حبط ،حباطا وحبوطا إذا عمل الرجل عملا فأفسده أي بطل ثوابه

ومبطلات الأعمال منها ما يحبط عمل العبد كله ومنها ما يحبط بعض أعماله ومنها ما يحبط نفس العمل الذي يعمله في وقته وذلك لفساد نيته .

فقد تم جع وترتيب هذه المبطلات كما يلي :

·       الردة بعد الإسلام

1-- تعريف الردة لغة واصطلاحًا

 2-- أقسام الردة

3-- حكم الردة

1--  تعريف :

 -- الردة لغة: الردة لغة الرجوع في الطريق، والتحول عن الشيء إلى غيره، وتعرف أيضًا بأنها رد الشيء بذاته، والمرتد هو الراجع .

 --  الردة اصطلاحًا : فهي قطع المرء إسلامه بنية الكفر، ويكون ذلك بقول، أو فعل، أو اعتقاد، أو شك، سواء كان قول الكفر استهزاءً، أو اعتقادًا، أو عنادًا، فالمرتد إذًا هو الراجع عن إسلامه، الكافر به، ولا تصح الردة باتفاق أهل السنة والجماعة إلا من عاقل، حيث لا تصح ردة المجنون، أو الطفل، أو من لا عقل له، كمن زال عقلة لعَرَضٍ ما، كنوم، أو مرض، ونحوه.

 

2--  أقسام الردة  :

تحصل الردة إذا أتى المرء أحد نواقض الإسلام، وهي:

** الردة بالقول: وتتضمن سبّ الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم، أو شتم الملائكة، أو الرسل الكرام، أو ادعاء المرء النبوة، أو اتباع وتصديق من يدّعيها، أو الاستعانة بغير الله فيما لا يستطيعه أو يقدر عليه سوا الله، أو الاستعاذة بغير الله في ذلك.

** الردة بالفعل: ويتضمن ذلك السجود لغير الله، من صنم، أو حجر، أو قبر ونحوه، أو الذبح لغير الله، أو تعلم السحر وعمل السحرة، أو الاستهانة بالمصحف وإلقائه في أماكن القذارة، أو الحكم بغير ما أنزل الله. 

** الردة بالاعتقاد: وتتضمن اعتقاد المرء وجود شريك لله، أو تحليل الحرام، وتحريم الحلال، مما أجمعت الأمة على حلّه، أو وجوبه، أو حرومته، بشكل قطعي لا يُجهل. 

** الردة بالشك: بما أحل الله، أو بالشك فيما حرّمه، أو الشك في صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وفي الإسلام.

** الردة بالترك: كترك الصلاة عمدًا.


3-- حكم الردة :


أجمع المسلمون وجمهور العلماء من المذاهب الأربعة وغيرهم على أنّ عقوبة المرتد هي القتل، ومن يحكم بذلك هو القضاء الشرعي، بعد أن تتوافر في المرتد شروط الردة، ولا ينفَّذ الحكم إلا ولي الأمر، ويستتاب المرتد ثلاثة أيام قبل تنفيذ الحكم، ويجب على ولي الأمر أن يحاول إقناعه وجداله بالتي هي أحسن؛ عسى أن يعود إلى الإسلام، وقد تؤجل عقوبة المرتد رجاء توبته

·       الشرك بالله


إن من الواجبات المحتمات أن يعرف العبد معنى الشرك وخطره وأقسامه حتى يتم توحيده ، ويسلم إسلامه ، ويصح إيمانه .

**  الشرك في اللغة : اتخاذ الشريك يعني أن يُجعل واحداً شريكاً لآخر . يقال : أشرك بينهما إذا جعلهما اثنين ، أو أشرك في أمره غيره إذا جعل ذلك الأمر لاثنين .

** الشرك في الشرع : اتخاذ الشريك أو الند مع الله جل وعلا في الربوبية أو في العبادة أو في الأسماء والصفات .

والند هو : النظير والمثيل . ولذا نهى الله تعالى عن اتخاذ الأنداد وذم الذين يتخذونها من دون الله في آيات كثيرة من القرآن فقال تعالى : ( فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) البقرة / 22 .

وقال جل شأنه : ( وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ) إبراهيم / 30 .

ولما سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (عن أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك) رواه البخاري ومسلم.

ان الـشرك بالله تـعـالى أعظم ذنب عصي الله به، كما قال جل وعلا: ((إنَّ الــشِّـركَ لَـظُـلــمٌ عَـظِـيـمٌ))[لـقـمـان 13].

ولذا فإن الشرك وحده لا يغفره الله تعالى ((إنَّ اللَّهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ))[النساء 48]، ومن ثم فهو محبط للأعمال الصالحة ((ولَو أَشرَكُوا لَحَبِطَ عَنهُم مَّا كَانُوا يَعمَلُونَ))[الأنعام 88].

 

1**   أقسام الشرك :

وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أن الشرك والتنديد تارة يكون مخرجاً من الملة ، وتارة لا يكون مخرجاً من الملة ، ولذا اصطلح العلماء على تقسيمه إلى قسمين : ( شرك أكبر ، وشرك أصغر ) وإليك تعريفاً موجزاً بكل قسم :

            أولاً : الشرك الأكبر :

وهو أن يصرف لغير اللهِ ما هو محض حق الله من ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته .

** الشرك الظاهر : كشرك عبَّاد الأوثان والأصنام وعبَّاد القبور والأموات والغائبين .

** الشرك الخفي : كشرك المتوكلين على غير الله من الآلهة المختلفة ، أو كشرك وكفر المنافقين ؛ فإنهم وإن كان شركهم أكبر يخرج من الملة ويخلد صاحبه في النار ؛ إلا أنه شرك خفي ، لأنهم يظهرون الإسلام ويخفون الكفر والشرك فهم مشركون في الباطن دون الظاهر

** الشرك  في الاعتقادات : كاعتقاد أن هناك من يخلق أو يحي أو يميت أو يملك أو يتصرف في هذا الكون مع الله تعالى.أو اعتقاد أن هناك من يطاع طاعة مطلقة مع الله ، فيطيعونه في تحليل ما شاء وتحريم ما شاء ولو كان ذلك مخالفا لدين الرسل .

 ** الشرك بالله في المحبة والتعظيم : بأن يُحب مخلوقا كما يحب الله ، فهذا من الشرك الذي لا يغفره الله ، وهو الشرك الذي قال الله فيه : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ) البقرة / 165 .

** اعتقاد أن هناك من يعلم الغيب مع الله : 

وهذا يكثر لدى بعض الفرق المنحرفة كالرافضة وغلاة الصوفية والباطنية عموما ، حيث يعتقد الرافضة في أئمتهم أنهم يعلمون الغيب ، وكذلك يعتقد الباطنية والصوفية في أوليائهم نحو ذلك . وكاعتقاد أن هناك من يرحم الرحمة التي تليق بالله عزَّ وجل ، فيرحم مثله وذلك بأن يغفر الذنوب ويعفو عن عباده ويتجاوز عن السيئات .

 ** الشرك في الأقوال : كمن دعا أو استغاث أو استعان أو استعاذ بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل ؛ سواء كان هذا الغير نبيا أو وليا أو مَلَكا أو جِنِّياًّ ، أو غير ذلك من المخلوقات ، فإن هذا من الشرك الأكبر المخرج من الملة .

وكمن استهزأ بالدين أو مثل اللهَ بخلقه ، أو أثبت مع الله خالقاً أورازقاً أو مدبراً ، فهذا كله من الشرك الأكبر والذنب العظيم الذي لا يغفر .

** الشرك في الأفعال : كمن يذبح أو يصلي أو يسجد لغير الله ، أو يسن القوانين التي تضاهي حكم الله ويشرعها للناس ، ويلزمهم بالتحاكم إليها ، وكمن ظاهر الكافرين وناصرهم على المؤمنين ، ونحو ذلك من الأفعال التي تنافي أصل الإيمان ، وتخرج فاعلها من ملة الإسلام . نسأل الله عفوه وعافيته .

             ثانياً : الشرك الأصغر :

وهو كل ما كان وسيلة إلى الشرك الأكبر ، أو ورد في النصوص أنه شرك ، ولم يصل إلى حد الشرك الأكبر .

وهذا يكون في الغالب من جهتين :

        الأولى : من جهة التعلق ببعض الأسباب التي لم يأذن الله جل وعلا بها ، كمن يعلق التمائم أومن يلبس حلقة أو خيطا أو كَفِّا أوخرزا أو نحوها لرفع البلاء أو دفعه، لأن كل من أثبت سبباً لشيء والله لم يجعله سببا له شرعا ولا قدراً، فقد أشرك بالله . وكذلك من يتمسح بشيء رجاء بركته ولم يجعل الله فيه البركة ، كتقبيل أبواب المساجد ،القبور  والتمسح بأعتابها ، والاستشفاء بتربتها ، ونحو ذلك من الأفعال .

         الثانية : من جهة تعظيم بعض الأشياء التعظيم الذي لا يوصلها إلى مقام الربوبية ، كالحلف بغير الله ، وكقول : لولا الله وفلان ، وأشباه ذلك.

2** حكم الشرك بالله جل علاه

ما سبق هو الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر من حيث الحقيقة ، وتعريف كل قسم وبيان أنواعه .

وأما الفرق بينهما من حيث الحكم :

فهو أن الشرك الأكبر مخرج من الإسلام ، فيُحكم على فاعله بالخروج من الإسلام والارتداد عنه فيكون كافراً مرتداً .

وأما الشرك الأصغر فلا يخرج من الإسلام ، بل قد يقع من المسلم ويبقى على إسلامه ، غير أن فاعله على خطر عظيم ، لأن الشرك الأصغر كبيرة من كبائر الذنوب حتى قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( لأن أحلف بالله كاذباً أحب إليّ من أن أحلف بغيره صادقاً ) فجعل رضي الله عنه الحلف بغير الله ( وهو شرك أصغر ) أقبح من الحلف بالله كاذباً ومعلوم أن الحلف بالله كاذباً من الكبائر .

فالواجب على المسلم أن يحذر الشرك صغيره وكبيره ، فإن أعظم معصية عصي الله بها هي الشرك به ، والتعدي على خالص حقه ؛ وهو عبادته وطاعته وحده لا شريك له .

ولذا فقد أوجب الخلود في النار للمشركين وأخبر أنه لا يغفر لهم ، وحرَّم الجنة عليهم كما قال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً ) النساء / 48

وقال جل شأنه ( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ) المائدة / 72 .

فوجب على كل ذي عقل ودين أن يخشى على نفسه من الشرك وأن يلوذ بربه طالباً منه أن ينجيه من الشرك ؛ كما قال الخليل عليه السلام : ( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ ) إبراهيم / 35 ، قال بعض السلف : " ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم "

فلا يسع العبد الصادق إلا أن يَعظُم خوفه من الشرك ، وأن تشتد رغبته إلى ربه في أن ينجيه منه ، داعياً بالدعاء العظيم الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه حين قال لهم : " الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل ، وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك وكباره تقول ‏:‏ ‏"‏ اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم‏" ‏‏.‏ صححه الألباني في صحيح الجامع ( 3731 )

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-